أميركا والغرب قرروا إنهاء فترة العولمة
المذنب نت متابعات أسواق المال:
قال رئيس شركة القلعة للاستشارات المالية الدكتور أحمد هيكل، إن هناك حذر لما يحدث في الاقتصاد العالمي حالياً وذلك لأسباب متعددة، منها أن أميركا والغرب قرروا إنتهاء مرحلة العولمة، وأن الصين يجب أن تقلل معدلات نمو.
وأضاف الدكتور أحمد هيكل، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الثلاثاء، إن ذلك يتضح من قررات كثيرة صدرت خلال الفترة الماضية منها إلغاء إدراج الشركات الصيينة في أميركا، ورفع علاوة المخاطر بالنسبة للصين ومنها زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان والزيارات الأميركية الأخرى، التي تعطي إشارة أن هذه المنطقة لن تنعم بالاستقرار السابق وستستمر علاوة المخاطر المتعلقة بالصين في الارتفاع.
وأوضح أنه يترتب على ذلك أن الصين ستشهد نمواً أقل كثيرا من السنوات السابقة، متابعاً أن أميركا والصين تغطيان المستويات المرتفعة من القروض عندما يتحقق معدل نمو مرتفع للغاية، لكن الآن العالم أمام مرحلة جديدة من النمو المنخفض مقابل قروض مرتفعة للغاية وذلك وضع في منتهى الخطورة.
وقال الدكتور أحمد هيكل، إن العالم يدخل حالياً في فترة طويلة من الحذر الشديد الواجب، لأن مستويات القروض مرتفعة للغاية وبأسعار فائدة مرتفعة عن السابق، وأصبحت الحكومات تقترض بفائدة مرتفعة للغاية وستستمر في الارتفاع وبالتالي حدوث مستويات اقتراض عالية وبأسعار مرتفعة وذلك ليس مزيجاً جيداً، مشيراً إلى اتفاقه مع الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان بشأن تأخر الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة.
وقال رئيس شركة القلعة للاستشارات المالية، إن العالم سينقسم إلى قسمين الأول هو أميركا والغرب واليابان والقسم آخر هو الصين وروسيا وبلدان أخرى، وستكون الهند في الوسط، وهو ما يذكر بالأوضاع في الخمسينات الستينات فيما يتعلق بالوضع السياسي، لكن الوضع الحالي أن الاقتصاد في القلب والانعزال بين الكتلتين سيخلق كمية كبيرة من الخلل.
وأضاف الدكتور أحمد هيكل، أنه مع هذه الوضع سيكون هناك حواجز أمام انتقال الأفراد أو السلع والمواد الخام والطاقة من منطقة إلى أخرى، وهو ما سيخلق تقلبات عالية في الأسواق، لكنها ستوفر فرص خرافية في كل سوق على حدة من السوقين.
وأوضح هيكل، أن الصين صنفت على أنها المصنع الأول في العالم وترسل إلى العالم أغلب ما يحتاجه من سلع وخدمات، وخلال فترة ما سيتوقف هذا، لأن التجارة مستمرة بين البلدين لكن بعجز في الميزان التجاري نحو 270 مليار دولار لصالح الصين، وخلال فترة من الزمن سيكون هناك حواجز بين البلدين.
وقال أحمد هيكل، إن أميركا لا تريد الدخول في صراع مفتوح مع الصين لأن الصين لو رغبت في قفل الاقتصاد الأميركي صباح الغد تستطيع ذلك عن طريق أشباه الموصلات، في حال سيطرت على تايوان، ولذلك أميركا أصدرت قانوناً لإعادة توطين أشباه الموصلات، ولهذا السبب فإن الصراع بين الدولتين مؤجل وقد يؤجل لنحو 10 سنوات قادمة.
رئيس شركة القلعة للاستشارات المالية الدكتور أحمد هيكل
وبشأن الاقتصاد المصري، قال رئيس شركة القلعة، إنه حذر في حديثه بشأن الاقتصاد المصري وسعر الصرف في ظل وجود مفاوضات بين مصر وصندوق النقد، لكن بصفة خاصة مصر لديها أزمة لكن اقتصادها كبير ومتنوع للغاية وتوجد طرق كثيرة للحصول على سيولة وهناك أفكار جديدة على المدى القصير والمتوسط والطويل تقود إلى تعديل ميزان المدفوعات في مصر.
وأضاف أن هناك حلول كثيرة في يد صانع القرار الاقتصادي في مصر، وتوجد حلول يمكن تنفيذها ويمكن أن تحل الأزمة الحالية في خلال فترة مناسبة، سواء بمساعدات ومصادر مختلفة بعضها من خلال أسواق وبعضها عبر المساعدات وبيع الأصول وغيرها من الحلول.
وعن خطة إدراج شركة “طاقة عربية” في البورصة، قال الدكتور أحمد هيكل، إنه من الصعب حالياً تخيل إدراج وطرح لشركة كبيرة مثل “طاقة عربية” في ظل وضع الأسواق حالياً، وهو ليس تأجيل بل يوجد التزام مع المساهمين بتنفيذ الإدراج، لكن تلك الخطوة مرتبطة بحركة الأسواق.