إيلون ماسك يقلب سوق الإنترنت أثناء الطيران.. صناعة بمليارات الدولارات
المذنب نت متابعات أسواق المال:
تسعى شركة سبيس إكس، لإظهار نجاحها في تقديم خدمات الإنترنت فائق السرعة حتى على ارتفاع 30 ألف قدم، عبر نظام الأقمار الصناعية التابع لها ستارلينك Starlink، لتقدم لركاب الطائرات إمكانية مشاهدة محتوى على تطبيقات مثل نتفليكس ويوتيوب. لذا فقد قامت مؤخراً بعقد عرض توضيحي لوسائل الإعلام على متن طائرة يديرها أول عميل طيران لها، الناقل الإقليمي JSX.
وتمثل الرحلة القصيرة من بوربانك إلى سان خوسيه، كاليفورنيا بداية محاولة إيلون ماسك للاستيلاء على الأعمال التجارية على متن الطائرات من مزودي الأقمار الصناعية Intelsat وViasat Inc، واللتين تخدمان بالفعل آلاف الطائرات.
وعلى الرغم من قوة إيلون ماسك، ونجاحاته التي أثبتها في اختراق العديد من القطاعات، فإن رئيس قطاع الطيران التجاري في Intelsat، جيف ساري، يعتقد أنه لا يوجد شخص يمكنه التغلب على شركته.
وتوفر شركة Starlink، وهي جزء من شركة سبيس إكس، خدمة النطاق العريض من كوكبة من الأقمار الصناعية الصغيرة التي تحلق على ارتفاع منخفض. وتدور الأقمار الصناعية المنخفضة حول الكوكب في 90 إلى 120 دقيقة. ويعد المختلف في أقمار إيلون ماسك، أنها تمثل خروج عن الممارسة الراسخة المتمثلة في استخدام عدد قليل من الأقمار الفضائية القوية في مدارات أعلى وأبطأ. فيما يمثل الجانب الإيجابي لـ Starlink هو أن إشاراته تصل أسرع.
وأطلقت Starlink أكثر من 3000 قمر صناعي وتخدم أكثر من 400000 مشترك، حسبما قالت الشركة في أحدث بياناتها، التي نقلتها “بلومبرغ”، واطلعت عليها “العربية.نت”.
ولكن الجانب السلبي لتقنية ماسك هو أن الأقمار الصناعية الصغيرة لديها قدرة أقل وقد تكافح لتلبية احتياجات الطائرات الكبيرة في الأجواء المزدحمة. إذ تنتشر عشرات الطائرات في محاور السفر، حيث تحمل كل طائرة 100 راكب أو أكثر. ونظراً لأن الأقمار الصناعية تنتشر في جميع أنحاء العالم، فقد يكون عدد قليل منها يخدم منطقة مثل أتلانتا ومطارها المزدحم، مما يثير تساؤلات حول السعة الكلية.
واستشهد المنظمون الأميركيون مؤخراً بـ “التكنولوجيا التي لا تزال قيد التطوير” من Starlink عندما رفضوا الخدمة مقابل دعم حكومي بقيمة 866 مليون دولار.
وقالت ستارلينك إنها يمكن أن تخدم الطائرات من جميع الأحجام، وتستشهد باتفاق مع الشركة الأم لخطوط Hawaiian Airlines لخدمة طائرات Airbus وBoeing الكبيرة. أما بالنسبة لرفض الدعم، فقالت الشركة إنه تم رفضه بشكل غير عادل من قبل المسؤولين الذين حكموا على سرعات البيانات الحالية بدلاً من الخدمة الأسرع المتصورة عند بناء الشبكة الفضائية.
من جانبه، قال الشريك في Quilty Analytics، كريس كويلتي، وهو مستشار في صناعة الفضاء والأقمار الصناعية: “تشغيل النظام والسعر، هما أدوات اختراق هذا القطاع”. “إنها سوق معقدة للغاية. وتاريخيا كانت شركات الطيران حذرة للغاية”.
جاءت صفقات الشركة مع JSX وHawaiian، التي تم الإعلان عنها في أبريل، بعد أن عرضت سبيس إكس، خدمات ستار لينك على 4 من أكبر شركات الطيران الأميركية، دون نجاح، وفقاً لما نقلته بلومبرغ عن مصادر مطلعة.
وقال محلل الاتصالات روجر إنتنر: “إذا نجحت تجربة ستارلينك مع JSX، فستنتشر في كل قطاع الطيران”.
جزء من جاذبية JSX كان هوائي Starlink المسطح، وليس أكبر بكثير من علبة بيتزا كبيرة. إنها أقل حجماً من الأطباق الدوارة التي تستخدمها خدمات الأقمار الصناعية الأخرى على نطاق واسع، لذا فهي تناسب أجسام الطائرات الإقليمية الأصغر من شركة Embraer SA البرازيلية التي تطير بها JSX.
بدورها، تقول شركة إنتل سات Intelsat إنها لا تزال أكبر مزود للخدمة على متن الطائرات، مع حوالي 2000 طائرة متصلة بواسطة أقمارها الصناعية وحوالي 1000 طائرة متصلة بأنظمة جو-أرض تتواصل مع المعدات الأرضية. فيما قالت شركة Viasat إن نظامها أثناء الطيران يخدم حوالي 1930 طائرة، مع اتفاقيات لتجهيز 1210 طائرة أخرى.
ويوجد بالفعل حوالي 10000 طائرة مجهزة بالخدمات التجارية اللاسلكية على متنها، ومن المتوقع أن يتجاوز العدد 36000 طائرة بحلول عام 2031، وفقاً لـ NSR، وهو شركة أبحاث في صناعة الأقمار الصناعية والفضاء مملوك لشركة Analysys Mason. كما من المتوقع أن تصل الإيرادات السنوية في السوق إلى أكثر من 7.3 مليار دولار بحلول عام 2031، من 1.9 مليار دولار في عام 2021، حسبما ذكرت NSR.
وفي رحلة اختبار JSX، سجل نظام Starlink باستمرار إمكانات إرسال تتجاوز 100 ميغابت في الثانية، كما تم قياسها بواسطة تطبيق Ookla، وهو خدمة اختبار. كان هناك حوالي 10 أشخاص على متنها. عززت الأجهزة الإضافية على متن الطائرة الطلب إلى ما يعادل 20 إلى 30 راكباً باستخدام النظام.
بعد أيام من الرحلة التجريبية، وصلت رحلة إلى الولايات المتحدة على متن طائرة إيرباص تابعة لشركة أميركان إيرلاينز كاملة العدد مزودة بمعدات Viasat وأكثر من 100 راكب إلى حوالي 2.2 ميغابت في الثانية.
وفي كلتا الرحلتين، تدفقت مقاطع فيديو Netflix وYouTube بسلاسة وعملت محادثات الفيديو ثنائية الاتجاه بشكل جيد عبر WhatsApp. وعلى كل طائرة، تم استلام البريد الإلكتروني وإرساله بسهولة، وهو نقطة بيع أخرى – أو ربما لا – لأولئك الذين يتذكرون الرحلات الجوية كملاذ من العمل.