مال و أعمال

ما هي أبرز الدوافع الاقتصادية لتعديل نظام التقاعد في فرنسا؟

المذنب نت متابعات أسواق المال:

أشعل قرار الحكومة الفرنسية بتمرير قانون تعديل سن التقاعد برفعه لعامين من 62 إلى 64 احتجاجات مليونية خاصة أنه تم تفادي التصويت عليه في البرلمان، مستفيدا من تفعيل مادة في الدستور لتجاوز معارضة برلمانية.

ورغم اشتعال الاحتجاجات الشعبية في فرنسا ضد خطط الحكومة برفع سن التقاعد وتأثير تلك المظاهرات السلبي على الاقتصاد، يصر الرئيس ماكرون على مواجهة المحتجين متسلحاً بأن نظام التقاعد الحالي غير مستدام وسينهار إذا ما بقي على حاله.

ويعاني نظام التقاعد الفرنسي من ضغوط كبيرة أبرزها ارتفاع معدل الشيخوخة، حيث إن الأفراد يعيشون لسن أكبر في وقت يقل عدد الموظفين الأصغر سنا.

في ستينيات القرن الماضي، كان هناك أكثر من 4 موظفين مقابل كل متقاعد، مقارنة بـ 1.7 موظف لكل متقاعد في 2020، وهناك توقعات بوصول هذا المعدل إلى 1.2 موظف لكل متقاعد في 2070.

ويعني هذا أن نظام التقاعد الحالي لن يصمد ماليا لوقت طويل، حيث لن يكون هناك أموال من موظفين تكفي لدفع مرتبات التقاعد لكبار السن.

ويهدف الرئيس ماكرون بهذا التعديل خفض العجز المالي من مستوى 5% من الناتج المحلي الإجمالي إلى مستهدفات الاتحاد الأوروبي عند 3%.

وتدفع فرنسا 14.5% من ناتجها المحلي الإجمالي لبرامج التقاعد، في حين تخصص أميركا 7.5% فقط لها، و10.4% في ألمانيا.

ومن المتوقع في ظل الوضع الحالي لنظام التقاعد الفرنسي، أن يصل العجز في النظام إلى 1.8 مليار يورو هذا العام، ليرتفع إلى 10.007 مليار يورو في 2025، ونحو 21.2 مليار يورو في 2035.

وتأتي المواجهات بين الحكومة ونقابات العمال في فرنسا على الرغم من ارتفاع نسبة ضرائب الدخل في البلاد، حيث تحتل البلاد المرتبة الثانية بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على قائمة أعلى معدلات الضرائب إلى الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتجاوز 45%.

حسان القبّي باحث في الاقتصاد السياسي


قال الدكتور حسان القبّي الباحث في الاقتصاد السياسي في مقابلة مع “العربية “، إن الشارع الفرنسي غير قابل للتنازل عن حقوقه ومكاسبه فى المجالات الاجتماعية خاصة ما حققوه فى حقبة حكم الرئس الأسبق فرانسوا ميتران التي شهدت مشاريع اجتماعية كبيرة.

وأضاف القبّي، أن الشارع الفرنسي يبدو غير قابل للتنازل عن هذه الحقوق في حين توجد محددات مالية وعجز فى الصناديق الاجتماعية، بينما تذهب نسبة 14.5% إلى صناديق التقاعد، بجانب ضغوطات من الاتحاد الأوروبي بعد ارتفاع الدين الخارجي لفرنسا.

وأوضح أن ما يشهده الشارع الفرنسي هو بوادر انتفاضة شعبية ضد السلطات التنفيذية بسبب قانون رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.

وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين مطرقة التحديات الاقتصادية وسندان الشعب الفرنسي الغاضب من تمرير قانون عبر استثناء دستوري ودون تصويت ما دفع الفرنسيون إلى الاحتجاج على تجاوز ماكرون للديمقراطية، قائلا :”الحوار قد يكون مخرجا لتلك الأزمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى