من عربات الشارع لأشهر الطهاة حول العالم.. كيف تحرك “مؤشر الكشري”؟
المذنب نت متابعات أسواق المال:
لم يعد “الكشري” – الأكلة الشعبية في مصر – محصّناً من الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة، والأزمات التي تتعرض لها مصر، والذي ينال إعجاب مئات الملايين حول العالم، بداية من البسطاء في الشارع المصري، إلى أشهر الطهاة حول العالم مثل “جوردون رامزي” الحاصل على 16 نجمة ميشلان.
وفيما كان “الكشري” أحد الدروع المحصنّة لطعام الملايين من المصريين، حتى في أشد الأزمات السابقة، والذي حافظ على كونه أكلة شعبية للفقراء في الشارع، إلا أنه لم يعد كذلك مؤخراً.
“الكشري” أكلة شعبية أو يمكن وصفها بشكل أدق بطعام “الغلابة”، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”، إلا أنه لا يقدم فقط في الشوارع للفقراء، ولكن في أفخم المطاعم أمام الأهرامات، وحتى إن “جوردون رامزي”، أعرب عن تقديره على “تويتر”، هو وزميله الشيف الشهير “أنتوني بوردان” لهذه الوجبة الغذائية الشهية.
هذه البساطة، لم تحم الطبق من أسرع ارتفاع في أسعار المستهلكين في مصر في أكثر من 5 سنوات. ويوضح مؤشر “الكشري” الذي أطلقته “بلومبرغ” مؤخراً أن متوسط سعر مكونات الطبق الذي يتضمن “الأرز”، و”المعكرونة”، و”البصل”، وغيرها الكثير من المكونات، قفزت بنسبة 58.9% في ديسمبر – تقريباً 3 أضعاف معدل التضخم في الحضر البالغ نسبته 21.3%.
مؤشر الكشري
مؤشر الكشري
وباتت التكلفة المرتفعة للطبق الشعبي تغلف الآثار الأكثر إيلاماً على غزو روسيا لأوكرانيا. إذ تعرض الاقتصاد المصري لأزمة بسبب الارتفاع في فواتير استيراد الأعلى خلال العام الماضي. كما أدى اختفاء العملة الأجنبية وخفض مصر لقيمة “الجنيه” ضمن سلسلة من الحلول إلى دفع أسعار العديد من المواد الغذائية إلى مستويات قياسية جديدة.
بدورها، أكدت الحكومة المصرية أن معالجة أسعار المستهلكين هي أولوية قصوى، معترفةً بوجود حدود لقدرة المصريين. إذ عادة ما ينفق أصحاب الدخول المنخفضة من المصريين نسب أكبر من دخلهم على الطعام.
من جانبها، أعدت “بلومبرغ” قائمة لحساب تكلفة “طبق الكشري”، من خلال تطبيق متوسط الأسعار على وجبة نموذجية، اعتماداً على البيانات التي تنشر بشكل شبه منتظم من قبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري. فيما يغفل المؤشر بعض التوابل والمكونات البسيطة غير المدرجة في التقارير.
وعلى الرغم من أن المعكرونة وزيت الطهي من بين المكونات، فإن الدولة المصرية تقدم الدعم لمثل هذه السلع، فيما لا يصل الدعم لباقي مكونات “طبق الكشري” مثل العدس والبصل، والتي ارتفعت أسعارها 66.5% و27.5% على التوالي خلال عام، وحتى ديسمبر.
وقال يوسف زكي، مالك “كشري أبوطارق” – أحد المطاعم الشهيرة التي تقدم “الكشري” في مصر إنه حتى المحلات البسيطة الشعبية باتت تشعر بالأزمة.
وأضاف زكي، البالغ من العمر 75 عاماً، إن أرباح مطعمه تقلصت بعد جنون أسعار مكونات “طبق الكشري”.
ورغم ارتفاع الأسعار، فقد احتفظ المطعم بقائمة أسعاره دون تغيير تقريباً، فيما لجأت بعض المطاعم الأخرى، لتقديم الكشري في أكياس صغيرة، كخيار شائع لغير القادرين، وطلبة المدارس.
وقال زاكي، الذي بدأ حياته المهنية في بيع “الكشري” على عربة في الشارع ورثها عن والده: “الكشري طعام الفقراء، ولا يمكنني رفع الأسعار، لأن الناس لن تستطيع تحمل ثمنه”.